إعداد مركز مناهضة العنف والكراهية
توثيق مجزرة أرزة الغربية
تاريخ الإصدار: نيسان / أبريل 2025
نوع التوثيق: تقرير توثيقي استقصائي مبني على شهادات مباشرة من ذوي الضحايا
تصنيف الجريمة: جريمة ضد الإنسانية، قتل خارج نطاق القانون، اضطهاد طائفي، إخفاق السلطات في حماية السكان
المرجع القانوني للتوصيف: المادة 7 من نظام روما للمحكمة الجنائية الدولية
المكان: ريف حماة الغربي – بلدة أرزة الغربية
الضحايا: إعدام ميداني لـ 21 شخصًا بينهم امرأة وطفل بالإضافة لتهجير سكان القرية بالكامل ومصادرة القرية
بعد ارتكاب مجزرة جماعية وبقوة السلاح تم تهجير كامل أهالي بلدة أرزة الغربية من منازلهم صباح 7 آذار 2025 ولم يسمح لهم بالعودة فيما صادرت فصائل عسكرية منازل بعضهم وكتب عليها “محجوز لصالحة هيئة تحرير الشام” أو “محجوز لصالح أحرار الشام.
بدأت القصة في أرزة مساء 31 كانون الثاني 2025 عندما ارتكبت مجزرة بحق 8 شبان من القرية وبعدها نزح أهالي القرية، ومن ثم عادوا بعد ضمانات من وجهاء أهالي القرى المجاورة وتعهد حاجز الأمن العام في القرية بحماية أهلها وضمان سلامتهم.
مساء يوم الخميس 6 آذار كانت أرزة هادئة تماماً ولم تشهد القرية أي أحداث تذكر باستثناء منشور على فيسبوك كتبه الشيخ أبو جابر الخطابي وهو شرعي عمل مع عدة فصائل في شمال غرب سوريا قبل سقوط نظام الأسد ويعمل حالياً مدير المنطقة التعليمية في قرية خطاب وقال فيه أهالي أرزة الكويس قبل السيء رملاً إلى الساحل. وترافق منشوره مع تكبيرات ودعوات للجهاد في عدد من مساجد ريف حماة الغربي.
تخوف الأهالي من المنشور خصوصاً أنه صادر عن شخص ذو نفوذ واسع لدى عناصر من فصائل كانت تعمل في الشمال ومحسوب على السلطات الإنتقالية، إلا أنهم أجروا اتصالات مع الوجهاء في القرى ولبلدات المجاورة ومع الحاجز الموجود في مدخل القرية وأكد عناصر الحاجز أن الأهالي بأمان ويمنع التعرض لهم.
بعد صلاة يوم الجمعة أطلقت دعوات من جامع بلدة خطاب للهجوم على أرزة ويقول الشهود الذين تواصلنا معهم أن أبو جابر الخطابي هو الذي أطلق الدعوات للجهاد في أرزة وقاد الهجوم على الأهالي فيها.
مئات المسلحين شنوا هجوماً على القرية وقد عبروا من حاجز الأمن العام الموجود عند مدخل القرية والذي تقول شهادات الأهالي أنهم لم يتدخلوا لمنعهم أو لحماية أهالي القرية.
دخل المسلحون للقرية وبدؤوا بجمع الرجال في ساحة قرية أرزة الغربية عبر اقتيادهم تحت تهديد السلاح. تقول إحدى زوجات الضحايا اللواتي تواصلنا معهن أنها سألت إلى أين تأخذون زوجي فكان الجواب “نريد التحقيق معه”.
قام المسلحون بجمع الرجال في ساحة القرية مع إهانات لفظية وجسدية وشتائم طائفية، ومن ثم قاموا بإعدامهم ميدانياً بشكل جماعي على مرأى من زوجات وأطفال بعضهم.
بعد ارتكاب المجزرة توجه المسلحون إلى المنازل وأمروا جميع النساء والأطفال المتبقين بمغادرة القرية قبل حلول الظلام وإلا سيتم قتلهم جميعاً. وهو أمر استجاب له الأهالي خوفاً على أرواحهم وغادروا.
قتل النساء اللواتي رفضن النزوح
رفضت السيدة “إيمان السليمان” النزوح من منزلها وأصرت على البقاء به رافضةً سياسة التهجير القسري لأهالي القرية. إلا أن قرارها هذا كلفها حياتها حيث قام المسلحون بقتلها في منزلها عبر إطلاق الرصاص على رأسها.
قتل الأطفال في أرزة الغربية
عمليات القتل تركزت بشكل رئيسي على الرجال، لكنها أيضاً استهدفت الأطفال حيث تم قتل الطفل محمد علي الإسماعيل 14 عاماً مع والده.
حصيلة ضحايا المجزرة
بلغت حصيلة الضحايا في مجزرة أرزة الغربية يوم 7 آذار 23 شخصاً تم إعدامهم على أساس طائفي. يضاف لهم 8 ضحايا قتلوا في الهجوم الدموي على القرية يوم 31 كانون الثاني 2025. حيث هاجمت مجموعات مسلحة مساء يوم 31 كانون الثاني منزلين على أطراف القرية وقتلت 8 أشخاص بينهم طفل قاصر وآخر من ذوي الاحتياجات الخاصة.
تهجير السكان والاستيلاء على الممتلكات
هجّر المسلحون جميع سكان قرية أرزة الغربية يوم 7 آذار 2025 وبعد تهجيرهم مباشرة بدأت عمليات تعفيش منازلهم ومحالهم التجارية بما فيها من محتويات على يد المسلحين المهاجمين الذين دخلوا وخرجوا القرية مجتازين حاجزاً للسلطات الانتقالية في سوريا لم يتدخل لمنعهم.

كتب المسلحون على جدران بعض المنازل التي تم تهجير أهلها في 8 آذار 2025 كما هو موثق لدينا “محجوز للهيئة” و “محجوز لحركة أحرار الشام”، وهما فصيلان عسكريان من المفترض أنهما حلا نفسيهما في مؤتمر النصر الذي عقد في 29 كانون الثاني 2025 وأصبحا جزءاً من وزارة الدفاع السورية.
بعد التهجير بقي المسلحون في القرية ولم يغادروها حيث احتلوا العديد من المنازل والأراضي الزراعية. كما قام المسلحون بصياغة عقود إيجار لعدد من المنازل وإرسال صور عن العقود عن طريق الواتسآب لأصحاب المنازل وإخبارهم أنهم استأجروا منازلهم وهذه عقودها. في حين أجبر بعض الأهالي على توقيع عقود إيجار أثناء زيارتهم للقرية من أجل تفقد منازلهم وأراضيهم.
وكان لافتاً في عقود الإيجار التي حصل مركز مناهضة العنف والكراهية على نسخ منها أنه لم يذكر فيها بدل الإيجار نهائياً وكتب عوضاً عنه “متفق عليه”، وحول طريقة دفع الإيجار كتب أيضاً متفق عليه وبالتالي افتقد العقد إلى جزئين رئيسين هما قيمة الإيجار وطريقة دفعه.
الاعتداء على القبور والمقامات
اعتدى المهاجمون على مقبرة القرية وحطموا شواهر القبور، كما اقتحموا مقاماً دينياً في القرية له أهمية لدى الأهالي في اعتداء على حرمة المقامات الدينية والمقابر.

استمرار التهجير حتى 22 أيار 2025
على الرغم من مرور قرابة شهر ونصف على حادثة التهجير وتشكيل لجنة تحقيق بالمجازر التي ارتكبت في 6 آذار 2025 ومابعدها إلا أنه إلى اليوم لم تؤمن السلطات عودة الأهالي إلى منازلهم. وهي تقف متفرجة على تهجير أهالي قرية كاملة من منازلهم والاستيلاء على ممتلكاتهم وأرزاقهم.
إيقاف التعليم في مدرسة القرية
توقف التعليم في مدرسة القرية منذ يوم الخميس 6 آذار حتى يومنا هذا، وحرم جميع طلابها من التعليم حتى تاريخ إعداد هذه التقارير وسط غياب أي مؤشرات لتدخل قريب لإنهاء الوضع الراهن.
محاولات طمس هوية القرية
أعلن الشيخ أبو جابر الخطابي اليوم عن تغيير اسم قرية أرزة إلى خطاب الجديدة، ونشر عبر حسابه في فيسبوك قارمة جديدة وعنوان جديد لما أسماه قريتنا الجديدة “خطاب الجديدة” مكان أرزة.